تشير إحصائيات قامت بها مؤسسة الأعمال الصغيرة SBA ، إلى أن أكثر من 50٪ من الشركات الصغيرة تفشل خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها .. هذه نسبة عالية جدًا وهو شيء لا يرغب أي ريادي في تجربته أو المرور به. يُعد تأسيس شركات جديدة أمر صعب القيام به، ولهذا السبب يحتاج الرياديون إلى دراسة كل ما يتطلبه الأمر لتطوير عمل تجاري ناجح قبل أن يتخذوا هذه الخطوة.
في مقال اليوم، سنستحضر أهم الأخطاء التي يرتكبها رواد الأعمال والتي تؤدي إلى فشل أعمالهم ومشاريعهم. سيساعدكم هذا المقال على تجنب الأخطاء الشائعة وتفاديها لتحقيق النجاح والأهداف المرجوة من العمل. فلنستعرض معًا أهم هذه الأخطاء ..
توقُع نتائج سريعة بأقل جهد ممكن
أول وأهم خطأ قد يرتكبه الريادي هو انبهاره بنمط حياة رواد الأعمال الناجحين لدرجة قد تنسيه أن نتائجهم جاءت من العمل الجاد والتضحية. لا يوجد طريق مختصر لتحقيق النجاح، فعليكم أن تعملوا بجد وأن تضحوا بالكثير من أجل بناء مشروع تجاري ناجح. إذا كنتم تريدون أن تجنوا الملايين في شهر واحد أو في عدة أسابيع فإن ريادة الأعمال ليست بالشيء الذي يجب عليكم الخوض به، فريادة الأعمال تتطلب التحلي بالصبر والتركيز على تقديم أفضل منتج أو خدمة قبل تحقيق هذه الأهداف المادية.
عدم تحديد أو معرفة العميل
إن كنتم قد أنشأتم عملًا جديدًا خاصًا بكم، معتقدين أن كل شخص على هذه الأرض هو عميل لكم، فأنتم قد اقترفتم أحد أسوأ الأخطاء التي يرتكبها العديد من أصحاب الأعمال. فليس بالإمكان أن يكون الجميع عميل لكم .. لأن منتجاتكم أو خدماتكم لا ولن تغطي متطلبات كل شخص. لذلك، يحتاج الأمر إلى دراسة منتجكم بشكل عميق حتى تتمكنوا من تحديد هوية عملائكم وكيفية الوصول إليهم والتحدث معهم.
التوقُف عن التعلم، وبالتالي عدم القدرة على المنافسة
التعليم شيء لا ينتهي أبدًا .. فكونكم أصبحتم من أصحاب الأعمال لا يعني أنكم أصبحتم على معرفة بكل شيء. فهناك دائما شيء جديد يمكن تعلمه. اعرفوا أن اللحظة التي تتوقفون فيها عن التعلم هي اللحظة التي تسمحون فيها للفشل بدخول حياتكم وتعطيل عملكم. فالريادي الناجح يعرف أنه من الضروري التحسين من النفس وزيادة المعرفة وبناء مهارات جديدة باستمرار، حتى يظل قادرًا على المنافسة وتقديم الأفضل لعملائه.
عدم إنفاق ما يكفي من المال أو إنفاق الكثير منه ..
من الطبيعي أن يكون المال مصدر قلق كبير لكل ريادي. فمعظم رواد الأعمال يعتمدون على المستثمرين وأصحاب الأموال لتمويل أعمالهم وشركاتهم. وعليه نجد أن هناك الكثير من الرياديين الذين يؤمنون بمبدأ أن “عليك إنفاق الأموال لكسبها”، وهذا المبدأ من الممكن أن يكون مدمرًا وقد يؤدي إلى إفلاس العديد من الشركات. وفي المقابل، نجد أن هناك من يحصل على المال ولا ينفق إلا القليل جدًا منه، مما يؤدي أيضًا إلى إفلاس الشركات في الكثير من المرات. فما الذي يجب علينا عمله هنا؟
الحل الأمثل هو أن نقف في مكان ما في المنتصف .. أي أن نضع في عين اعتبارنا ان هناك العديد من النفقات والأموال التي يجب أن تُصرف، ولكن لا يجب أن نقوم بهذا دون دراسة خططنا ونفقاتنا بشكل استراتيجي ودقيق، وتجنُب أي مصاريف لا داعي لها ولن تعود علينا بالنفع.
اختيار الشريك الغير مناسب
يعد وجود شركاء عمل أمرًا شائعًا وينصح به أيضًا في عالم الأعمال. ولكن اختيار شريك العمل المناسب لكم ولعملكم ليس بالشيء السهل أبدًا. فمجرد أن شخصًا ما هو صديق أو أحد أفراد أسرتكم لا يعني بالضرورة أنه شريك العمل المناسب لكم.
تتمثل الخطوة الأساسية في اختيار شريك العمل المناسب في فهم أن شراكة العمل هي علاقة مقدسة مبنية على عدة مسؤوليات يجب على كل جهة أن تلتزم بها لتفادي الأخطاء والمشاكل. هذا لا يعني أن سوء التفاهم في العمل لن يحدث حتى عند التزام جميع الأطراف بمسؤولياتها، فسؤ التفاهم هو ليس بشيء غريب بل هو شيء طبيعي وضروري في الكثير من الأحيان، وعليكم أن تدركوا أن التعامل معه يجب أن يكون بشكل منطقي.
كما ذكرنا في بداية المقال، فليس من السهل أبدًا الخوض في مجال ريادة الأعمال، والأخطاء هي شيء طبيعي لا مفر منه، ولكن هذا لا يعني أنكم بحاجة إلى تكرار أخطاء الآخرين!